الحمد لله رب العالمين و الصلاة و
السلام على نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين .
قال الشيخ العلامة
الأثري عبد العزيز بن باز - رحمه الله :
التبصر
والتفقه في الدين من علامات السعادة ، ودلائل أن الله أراد بالعبد خيرا ، كما في
الصحيحين عن معاوية - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، أنه قال: (
فإذا رأيت الرجل
يتبع حلقات العلم . ويسأل عن العلم ، ويتفقه ويتبصر فيه ، فذلك من علامات أن الله
أراد به خيرا فليلزم ذلك ، وليجتهد ولا يمل ولا يضعف .
يقول عليه الصلاة والسلام ،
في الحديث الصحيح:
فطلب العلم له شأن عظيم ، ومن
الجهاد في سبيل الله ، ومن أسباب النجاة والدلائل على الخير ، ويكون بحضور حلقات
العلم ، ويكون بمراجعة الكتب المفيدة ، إذا كان ممن يفهمها ، ويكون بسماع الخطب
والمواعظ ، ويكون بسؤال أهل العلم .. كل ذلك من الطرق المفيدة .
ويكون أيضا بحفظ القرآن الكريم ،
وهو الأصل في العلم ، فالقرآن الكريم رأس كل علم ، وهو الأساس العظيم وهو حبل الله
المتين ، وهو أعظم كتاب وأشرف كتاب ، وهو أعظم قائد إلى الخير ، وأعظم ناه عن الشر.
فوصيتي لكل مؤمن ، ولكل مؤمنة ،
العناية بالقرآن الكريم ، والإكثار من تلاوته ، والحرص على حفظه ، أو ما تيسر منه ،
مع التدبر والتعقل ، ففيه الهدى والنور ، كما قال سبحانه: (
وقال عز من قائل:
(
ويقول تبارك وتعالى:
(
فعلينا أن نعنى بكتاب الله تلاوة
وحفظا ، وتدبرا وتفقها ، وعملا ، وسؤالا عما أشكل .
وهكذا سنة الرسول صلى الله عليه
وسلم ، هي الوحي الثاني ، وهي الأصل الثاني ، وهي المفسرة لكتاب الله والدالة عليه
، فعلى طالب العلم ، وعلى كل مسلم أن يعتني بذلك حسب طاقته ، وحسب علمه ؛ بالحفظ
والمراجعة ، "كحفظ الأربعين النووية"
وتكملتها
لابن رجب خمسين حديثا
، وهي من أجمع الأحاديث وأنفعها
، وهي من جوامع الكلم ، فينبغي حفظها للرجل والمرأة.
ومثل ذلك "عمدة
الحديث" للحافظ عبد الغني المقدسي ، كتاب عظيم
جمع أربعمائة حديث وزيادة يسيرة ، وهو من أصح الأحاديث في أبواب العلم.. فإذا تيسر
حفظها فذلك من نعم الله العظيمة.
وهكذا
"بلوغ
المرام" للحافظ ابن حجر ، كتاب عظيم مختصر ، ومفيد
محرر ، فإذا تيسر لطالب العلم حفظه فذلك خير عظيم .
ومما يتعلق بكتب
العقيدة :
كتابان جليلان
للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - يرحمه الله - هما: "كتاب
التوحيد"
و"كتاب كشف الشبهات ".
ومن كتب العقيدة المهمة كتاب "العقيدة
الواسطية"
لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فهو كتاب جليل ، مختصر عظيم الفائدة في
مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة.
و "كتاب
الإيمان" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، كتاب عظيم جمع فيه جملة من
الأحاديث المتعلقة بالإيمان.
فينبغي لطالب العلم ، وطالبة العلم
أن يحفظا ما تيسر من هذه الكتب المفيدة ، وأشباهها مع العناية بالقرآن الكريم ،
والإكثار من تلاوته وحفظه ، أو ما تيسر منه كما تقدم ، ومع العناية بالمذاكرة مع
الزملاء ، وسؤال المدرسين والعلماء الذين يعتقد فيهم الخير والعلم عما أشكل عليه ،
ويسأل ربه التوفيق والإعانة ، ولا يضعف ولا يكسل ، ويحفظ وقته ، ويجعله أجزاء:
ومما يؤكد الالتزام بهذه الصفات
العظيمة ، قوله تعالى:
أهـ.
وجزى الله الشيخ العلامة الأثري ابن
باز رحمه الله خير جزاء , وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
|